يأتي رمضان اليوم ونحن أحوج ما نكون إلى التجدُّد والارتقاء، والتجدُّد دفقةٌ ضافيةٌ من الحيوية تنقل الفرد والمجتمع إلى وضع أفضل، ممّا يحقِّق ارتقاءً في مسيرة الحياة إلى الله العلي الكبير. ومعالم التجدُّد والارتقاء في رمضان بارزةٌ جلية، إذ ما إن يدخل الشهر المبارك حتى ينقلنا إلى بيئة جديدة، تمثُّل تغيُّراً مقدَّراً في أنماط حياتنا اليومية، ناهيك عن تغيُّرات غيبية حدثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِحَتْ أبْوَاب الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ، وَصفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" (رواه مسلم). فتجدُّد الصلة بروح جديدة مع الصوم والصلاة والإنفاق والدعاء والتلاوة وقيام الليل وخدمة الآخرين والاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر والعيد... كلُّها مفردات إعادة برمجة الإنسان ليرتقي بنفسه، إنها ورشة عمل متكاملة لتجديد الحياة الإيمانية وفاعليتها بعد تقادم وهمود. وهكذا، لا حياة لفكرةٍ أو مؤسسةٍ دون تجدُّد واعٍ مرنٍ يُحسِن قراءة المراحل، ويجمع بين الثوابت والمتغيِّرات، وبين الأصالة والمعاصرة. وها هو النبي صلى الله عليه وسلم تميَّز في سيرته الشريفة بقدرةٍ فائقة على التجدُّد والمبادرة في الاستراتيجيات والأهداف والوسائل، بناءً على قراءة الواقع ومراحله المتغيِّرة، مما أدَّى إلى إنجازٍ لا نظيرَ له في التاريخ الإنساني خلال ثلاثة وعشرين عاماً من عمر دعوته عليه أفضل الصلاة والسلام.
اللهم أهلَّ علينا رمضان بروح جديدة ترتقي بالتقرُّب إليك وتأنس بنفحاته المتجددة. إنّه تجدّد للروح بالإيمان، وتجدّد للجسد بالصيام، وتجدّد للخير بالعطاء، إنه تجدّد لحياتنا مع الله إنّه... #رمضان_تجدد_وارتقاء
Nchallah Ramadhan Mabrouk W Siyém Ma9boul l Ommét Sayédna Mouhamed Salla Lahou 3alihi wa sallam <3